معانات المراْة

قبل ان نبدأ بطرح الجانب العلمي من هذه المعاناة، أود ان القي الضوء على
بعض الإحصاءات المتوفرة لدي من عدة دول، إبتداء من الولايات المتحدة
الأمريكية الى أثيوبيا:

- 90 الى 95% في امريكا، و 99.5% من النساء الجامعيات في اثيوبيا يعانين
من واحد أو اكثر من اصناف المعاناة المذكورة بصورة منتظمة

- 68% من الرجال يبلّغون بان علاقتهم مع نسائهم تتأثر سلبيا

- 46% من الرجال يشعرون بعدم السعادة مع نسائهم

- 41% من الرجال يشعرون بأن علاقتهم مع نسائهم متوترة

- 34% من الرجال يشعرون بعدم السعادة او الراحة الذاتية بسبب معاناة نسائهم

- 33% من الرجال يشعرون بأن علاقتهم الجنسية مع نسائهم تتأثر سلبيا

- 30% من الرجال يشعرون بزيادة ملحوظة في المشاحنات مع نسائهم

- 27% من الرجال يقضون وقت أقل مع نسائهم

- 78% من النساء تتأثر علاقتهن سلبيا مع القريبات أو الصديقات اللواتي يعانين

- 97% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين بصورة منتظمة

- 85% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من اضطراب المزاج

- 76% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من ضغط عصبي

- 66% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من العاطفية السلبية

- 50% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من زيادة ملحوظة في الوزن،

- 50% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من الإنتفاخ

- 32% من النساء يشعرن بان القريبات او الصديقات يعانين من زيادة ملحوظة في الشهية

- 34% فقط. .... من النساء اللواتي يعانين من هذه الأصناف من المعاناة تخبر زوجها، أو القريبات، او الصديقات!

- 66% من النساء يعانين بصمت!

- 33% من النساء فقط يعرضن المساعدة على القريبات او الصديقات

- 11% من الرجال فقط يعرضوا المساعدة على نسائهم!

- 35% فقط من النساء يستخدمن اية علاجات لتخفيف المعاناة!

- 40% من النساء يشعرن بان علاقاتهن الزوجية في خطر بسبب هذه المعاناة

- 50% من عمر المرأة (من سن 18-50 سنة) مستهلك في هذه المعاناة

- 25% من عمر المرأة (من سن البلوغ – 50 سنة) مستهلك في الدورة الشهري

طرائف من وحي المعاناة

- كل الذين من حولك: مشكلجية

- كل الذين من حولك لهم رؤوس مثل الكرة جاهزة لأن تركليها

- قررتي قضاء معظم الوقت خلال الأيام القادمة في بيت أهلك، لأنك، ببساطة، اشتقت إليهم بشدة ولهف

- بدأت تعدّين الأيام المتبقية للوصول لسن اليأس

- أنت متأكدة بأن كل الذين من حولك يتآمرون لتطفيشك، وزوجك يعرف بذلك

- انت متأكدة بأن سبب ضيق ملابسك المفضلة هو: نشافة الملابس ... فلا بد من تغييرها مرة أخرى

- تستخدمين تلفونك الجوال للإتصال بكل أرقام ال 700 التي ترينها في التلفزيون

- لا يحلو طعم عجة البيض مع الجبن إلا باضافة الشوكلاتة

- زوجك أصبح، فجأة، يوافقك في كل شيء

- علبة المسكنات التي اشتريتيها بالأمس: اصبحت فارغة

- كل الرجال في الدنيا لا يساوون أظفرك الذي تحاولي تقليمه، وللأسف أخذت معه قطعة من لحم اصبعك

- لا يبدو أن في السوق ما يكفي من انواع الشوكلاتة للتسلية خلال الأيام الخمسة القادمة

- كل ذبابة ترينها تذكرك بصنف من الرجال، فتسارعي الى جميع انواع اسلحة الدمار الشامل للقضاء عليها

- تعلقين، بدل عقد الؤلؤ، لوحة تحذيرية: ممنوع اللمس، أو حتى الإقتراب قطعيا .... ألغام صدرية قابلة للإنفجار

- أصوات الصحون المكسورة = مجرد إنذار ليعرف من حولك بأنك لا تزالي في كامل قواك ......

- تستغربين إدعاء الآخرين بأن علبة الملح (التي سكبتيها بأكملها في الطبيخ) هي فعلا مالحة

- لا تزالي تسمي الحبة الوحيدة التي ظهرت قرب إحدى شفتيك: حب الشباب

مع تمنياتي لكن بمعاناة اقل حدة....

بما ان هذه المعاناة تتعلق بالمرأة لانوثتها، ففي اعتقادي انه لا بد من شرح موجز لعمل الجهاز التناسلي للمرأة، وإختلافه عن الرجل.

ونبدأ هذا الجزء بالحديث عن الأعضاء التناسلية للمرأة. وقد جرت العادة في
البحوث العلمية ان يقتبس الباحث أو الكاتب مقاطع صغيرة من بعض الكتب أو
المراجع، ليستشهد بها في بحثه. ولكني هنا اكسر القاعدة الأدبية في النقل،
واعطي لنفسي مساحة من الحرية ليست بالعادة متوفرة للباحثين، وأنقل فصلا
شبه كامل من كتاب :

الأمراض النسائية، الطبعة الأولى 1992، (ص 19-30)
تأليف: د. سليمان العودة، و د. عاطف نصار

واتمنى ان اكون بذلك قد قدمت خدمة إجتماعية تثقيفية، وبذلك يسامحني
المؤلفان والناشر للتعدي على الملكية الفكرية، وايضا يسامحني المحافظون
منا لهذا الطرح، فليس هناك بديل لبناتنا وابنائنا إلا ان يعرفوا بالتفصيل
خصائص اجسادهم، وتأثيرها على حياتهم الخاصة:

الحديث عن الأعضاء التناسلية للمرأة يعني الحديث عن مجموعة الأعضاء التي
تتصل إتصالا مباشرا بالتكاثر. ويمكن تقسيم هذا الجهاز إلى قسمين: خارجي
(ظاهري) وداخلي (باطني). ويقصد بالجزء الخارجي: الشفران الكبيران
والصغيران والبظر والدهليز. ويقصد بالجزء الداخلي: المهبل والرحم وانبوبتا
الرحم والمبيضان.

الأعضاء التناسلية الخارجية

1- جبل الزهرة (Mons Veneris)

وهي المنطقة الواقعة أسفل البطن وأعلى الفرج. وهي عبارة عن وسادة دهنية يغطيها شعر العانة عند البلوغ.

2- الشفران الكبيران (Labia Majore)

وهما عبارة عن طبقتين من الجلد على جانبي الفتحة المهبلية يمتدان من جبل
الزهرة في الأمام إلى فتحة الشرج من الخلف. وهما عادة منطبقان بعضهما على
بعض، ومقفلان كمصراعي الباب عند المرأة العذراء، بعكس المرأة التي سبق وأن
ولدت من قبل. وهذا يرجع إلى تمدد هذه الأنسجة عند الولادة. ويغطي شعر
العانة الشفرين الكبيرين عند البلوغ، ويحتويان على عدد من الغدد الدهنية،
وغدد عرقية تفرز عرقا ذا رائحة مميزة.

3- الشفران الصغيران (Labia Minora)

وهما ايضا عبارة عن طبقتين من الجلد الرقيق الوردي اللون، ويقعان داخل
الشفرين الكبيرين على جانبي فتحة المهبل. وهما خاليان من الشعر والدهن
ويغديهما كثير من الأوعية الدموية والأعصاب، ولذلك يعتبران – إلى جانب
البظر – من أهم الأعضاء الجنسية شديدة الحساسية.

4- البظر (The Clitoris)

عضو صغير (الظاهر منه) بحجم حبة الحمص، يقع فوق الفتحة البولية أسفل
العانة. ويشبه العضو الذكري (القضيب) من حيث التركيب العام، وله القدرة
على الإنتصاب حيث يزداد حجمه، وتزداد صلابته عند حدوث الإثارة الجنسية
للمرأة. ويحتوي البظر على نهايات عصبية حساسة مما يجعله أكثر الأعضاء
حساسية من الناحية الجنسية. وفي عملية الختان يزال معظم البظر مع معظم
الشفرين الصغيرين، والغاية من ذلك التقليل من الثورة الجنسية عند المرأة.
(ويتسبب ذلك في إحداث البرود الجنسي عند كثير من النساء)

5- الدهليز (Vestibule)

وهو منطقة مثلثة الشكل محصورة بين الشفرين الصغيرين، ويحتوي الدهليز على
فتحة مجرى البول من الأمام، وفتحة المهبل من الوسط، وفتحتا غدتي بارثولين.

أ‌- غدتا بارثولين (Bartholin Glands)

وهما غدتان صغيرتان سميتا بهذا الاسم نسبة الى مكتشفهما. تقعان على طرفي
المهبل، وتفتح قناتاهما على جانبي الدهليز على الطرف الخارجي لفتحة
المهبل. وهاتان الغدتان لا يمكن حسهما باليد، وقد يصعب تحديد مكانهما – او
يستحيل – تماما في الأحوال العادية. وتفرز هاتان الغدتان موادا مخاطية عند
الإثارة الجنسية، تساعد على دخول القضيب إلى المهبل أثناء الجماع. وعند
حدوث التهاب فيهما، تتضخمان ويكبر حجمهما وتسببان آلاما شديدة وخاصة عند
الجماع.

ب‌- فوهة المهبل وغشاء البكارة (Vaginal Orifice and Hymen)

يسد فوهة المهبل الخارجية عند الفتاة العذراء غشاء جلدي رقيق يسمى غشاء
البكارة. ويفصل هذا الغشاء بين الأعضاء التناسلية الداخلية والأعضاء
التناسلية الخارجية. ولم يكتشف الطب فائدة لهذا الغشاء – حتى الآن – سوى
كونه نوعا من الحجاب الحاجز بين الفرج والمهبل. ...... ويوجد في وسط غشاء
البكارة فتحة صغيرة أو اكثر تسمح بنزول افرازات المهبل ودم الحيض عند
البلوغ. وتبعا لشكل هذه الفتحة يسمى الغشاء، فهناك غشاء البكارة الهلالي،
والدائري، والغربالي، والغشاء ذو الفتحتين، وانواع اخرى كثيرة.

ويجب التنبيه الى ان وجود غشاء البكارة على حاله لا يمنع من نفاذ
الحيوانات المنوية خلاله حيث يمكن لها ان تتسلل إلى داخل المهبل إذا تم
القذف بالقرب من فتحة المهبل. ولذا فقد تؤدي العلاقة الجنسية السطحية إلى
الحمل بدون جماع.

وهناك نوع ناذر من غشاء البكارة مسدود تماما ولا توجد به فتحات. وعند
البلوغ لا يسمح هذا الغشاء المقفل بنزول دم الحيض إلى خارج المهبل، فيتجمع
في المهبل اولا، ثم في الرحم، ويتكرر ذلك كل شهر مما يؤدي إلى الآم شديدة
ومغص مع احتباس الحيض. ويتمزق غشاء البكارة عند الجماع الأول للفتاة في
الغالب، ويزداد الغشاء تمزقا عند ولادة الطفل الأول. وتحتلف كمية الدم
التي تصاحب تمزق الغشاء عند الزواج، (وغالبا) ما تكون على شكل قطرات دم
قليلة، وقد تكون على شكل نزيف دموي يتطلب العرض على طبيبة.

وفي بعض الحالات يكون غشاء البكارة مرنا، والفتحة قابلة للتمدد، فيسمح
بمرور القضيب. ويتم الجماع بدون تمزق، وبدون نزول الدم. ونادرا ما يكون
غشاء البكارة ذا مقاومة عالية فلا يسمح بالجماع الطبيعي، مما يتطلب إجراء
عملية جراحية بسيطة لإزالته قبل البدء بعملية الجماع.

ويرافق تمزق غشاء البكارة بعض الآلام التي تتفاوت شدتها بحسب سمك الغشاء
ومرونته. ويلعب الفهم الصحيح، والثقافة الجنسية لكلا الزوجين الحديثين
دورا كبيرا في التخفيف من هذه الآلام.

ت‌- فتحة مجرى البول (The Urethral Orifice)

وهي فتحة صغيرة جدا تقع مباشرة تحت البظر وفوق فتحة المهبل. وتؤدي إلى مجرى البول الذي ينتهي في الداخل بالمثانة.

ووجود هذه الفتحة في هذا المكان يجعل من السهل تلوث الأعضاء الجنسية
بقطرات البول، (و) يساعد على انتقال الجراثيم من الأعضاء التناسلية إلى
الجهاز البولي، وحدوث التهابات بها، (والعكس صحيح ايضا). ولذا يجب على كل
فتاة وسيدة العناية بتطهير هذه المنطقة بعد كل تبول، كما أن لطريقة
تنظيفها دورا هاما في حدوث هذه الإلتهابات. (ويتوجب على المرأة بعد قضاء
الحاجة والطهارة أن تنشف المنطقة بدء من الأمام وانتهاء الى الخلف لكي لا
تتلوث هذه المنطقة الحساسة بالبكتريا والطفيليات المتواجدة عند فتحة الشرج)

الأعضاء التناسلية الداخلية تتكون الأعضاء التناسلية الداخلية للأنثى من المهبل، الرحم، انبوبتي الرحم، والمبيضين. 1- المهبل (The Vagina) وهو عبارة عن قناة عضلية مطاطية تبدأ من فتحة المهبل في الخارج، وتنتهي في الداخل بإتصالها بعنق الرحم، وله جدران اربعة: الأمامي، الخلفي، الأيمن، والأيسر. ويبلغ متوسط طول الجدار الأمامي للمهبل حوالي 7،5 سنتمتر، بينما يبلغ طول الجدار الخلفي حوالي 10 سنتمترات. ويحاذي المهبل من الأمام قناة مجرى البول واسفل المثانة، ومن الخلف يوجد المستقيم والقناة الشرجية. وفي الوضع العادي ينطبق جدارا المهبل الأمامي والخلفي على بعضهما بحيث لا يكون لهذه القناة وجود ظاهر، ولكن هذه الجدران قابلة للتوسع والتمدد بدرجة كبيرة تسمح بإجراء الجماع، وخروج الطفل منها عند الولادة. ويبطن المهبل غشاء جلدي رقيق وردي اللون يشبه في تركيبه الغشاء المخاطي للفم، وفي داخله ثنيات (تموجات) متعددة تزيد من قدرة المهبل على التمدد. ولا توجد غدد في جدار المهبل، إلا أن المهبل يكون عادة رطبا بفعل مادة حليبية تنضح باستمرار من الأوعية الليمفاوية التي تغذي جدرانه بغزارة. وهذه المادة الحليبية تحتوي على مجموعة من (الميكروبات) التي تفرز حامضا شبيها بحامض اللبن، والجراثيم الضارة لا تستطيع العيش في مثل هذا الوسط الحامضي، وتموت فيه إذا وصلت إليه. ولذا تعتبر هذه الإفرازات الحامضية سدا كيمائيا يقوم بحماية الجهاز التناسلي من الجراثيم الضارة. ومن العادات السيئة التي تمارسها بعض السيدات غسل المهبل من الدّوش بقصد إزالة إفرازات المهبل، أو بدعوى أن الدّوش المهبلي جزء من النظافة العامة للجسم. والحقيقة أن المهبل يقوم بتنظيف نفسه بنفسه، ولا يحتاج إلى عملية تنظيف، كما أن الدوّوش المهبلي يقضي على الوسط الحامضي في المهبل، مما يتيح للجراثيم الضارة التكاثر بسرعة في المهبل وحدوث إلتهابات فيه. ويؤدي المهبل ثلاث وظائف هامة: الأولى، يستقبل عضو الجماع الذكري، ومنه تسبح الحيوانات المنوية عبر عنق الرحم على أمل الإلتقاء بالبويضة وإخصابها. والثانية، يمثل قناة مرور للطفل أثناء الولادة. والثالثة، يعمل كقناة إفرازية للرحم حيث يخرج منه الحيض وإفرازات الرحم. 2- الرحم (The Uterus) وهو عضو عضلي اجوف كمثريّ الشكل، يتجه جزؤه العريض إلى اعلى وللأمام، وجزؤه الضيق يتجه إلى أسفل. ويختلف حجمه وشكله ووزنه من إمرأة إلى اخرى وكذلك من الفتاة العذراء إلى المرأة التي سبق لها الحمل. وفي المتوسط يبلغ طوله 7،5 سنتمتر، وعرضه حوالي 5 سنتمترات، ويبلغ سمكه حوالي 2،5 سنتمتر. ويزن رحم المرأة التي لم يسبق لها الحمل حوالي 60 جراما. وينقسم الرحم إلى قسمين: عنق الرحم ويكوّن الثلث السفلي، وجسم الرحم ويكوّن الثلثين الباقين منه. وعنق الرحم مغزلي الشكل يبلغ طوله من 2 إلى 3 سنتمترات. وله فتحتان، فتحة عليا تؤدي إلى تجويف الرحم، وتعرف بالفتحة الداخلية، وفتحة سفلى تؤدي إلى تجويف المهبل، وتعرف بالفتحة الخارجية. ويمكن رؤية الفتحة الخارجية لعنق الرحم بسهولة باستعمال المنظار أثناء الكشف المهبلي. توجد وسط عنق الرحم قناة تسمى قناة عنق الرحم وهي مغطاة بغشاء مخاطي يحوي غددا كثيرة، تفرز مخاطا يسد عنق الرحم، ويحميه من دخول الجراثيم. وعد وقت التبويض يصبح هذا المخاط سائلا، يسمح بمرور الحيوانات المنوية إلى الرحم وحدوث الإخصاب. ولعنق الرحم دور كبير اثناء الحمل في حفظ الجنين داخل الرحم حتى تمام مدة الحمل. وجسم الرحم هو الجزء الأساسي، وهو ذو شكل مثلث من الداخل قاعدته إلى أعلى ورأسه إلى أسفل. ويبرز من طرفي القسم العلوي لجسم الرحم فرعان يؤديان إلى انبوبتي الرحم. والرحم عضو متحرك يقع في تجويف الحوض بين المثانة من الأمام والمستقيم من الخلف، لذا فإن وضعه يتأثر بامتلاء المثانة والمستقيم اللذين يقومان بدفعه إما إلى الأمام وإما إلى الخلف. وكذلك يتبدل وضعه عندما تقف المرأة أو تضطجع أو تميل غلى جانبيها. ويتكون جدار الرحم من ثلاث طبقات: أ‌- الطبقة الخارجية: تتألف من غشاء رقيق يسمى بالغشاء البريتوني، ويغلف الرحم من الخارج، كما يغلف باقي الأعضاء داخل البطن. ب‌- الطبقة الوسطى: وهي طبقة سميكة تكون الجزء الرئيسي من الرحمز وتتألف من عضلات لا إرادية (اي لا تستطيع المرأة التحكم في تقلصها وبسطها) تنقبض اثناء عملية الولادة، فتدفع بالجنين إلى المهبل، ثم إلى الخارج. كما أن لها دورا كبيرا في السيطرة على النزيف بعد الاجهاض أو الولادة. وتسمح هذه العضلة للرحم بالتمدد فيكبر حجمه أثناء الحمل حتى يصل في نهاية الحمل إلى حوالي 500 ضعف حجمه الأصلي، ويحتضن طفلا يزن ما بين الثلاثة والخمسة كيلو جرامات، بالإضافة إلى وزن السائل الأمينوسي. ثم يعود إلى حجمه الطبيعي تدريجيا بعد الولادة. ت‌- الطبقة الداخلية: وتتكون من غشاء مخاطي سميك غني بالأوعية الدموية، وهو ينمو شهريا تحت تاثير هرمونات المبيض. فإذا حدث حمل خلال تلك الدورة الشهرية، فإن البويضة المخصبة تنغرس في هذه الطبقة، وتنمو فيها لتصبح جنينا. وإذا لم يحدث الحمل فإن الجزء الخارجي من هذا الغشاء يتساقط على شكل قطع الدم المتجمد، (وهو ما يشكل الحيض). ثم تتجدد هذه الطبقة من جديد بعد نزول الحيض، وتتكرر هذه الظاهرة بانتظام شهري ولا تنقطع إلا عند حدوث الحمل أو حدوث حالة مرضية. وللرحم عدة اربطة يتعاون بعضها مع بعض لحفظ الرحم في موضعه الطبيعي داخل الحوض، وفي نفس الوقت تسمح له بالنمو الهائل أثناء فترة الحمل. وقد تتمدد هذه الأربطة بدون حمل وتغدو رخوة لا تمسك بالرحم فيهبط بتأثير وزنه في المهبل. ومن أهم هذه الأربطة: أ‌- الرباط المستدير (Round Ligament): ويتصل بأعلى الرحم عند منبع أنبوبتي الرحم من كل جانب، ثم يتجه مبتعدا عن الرحم حتى يتصل بالشفر الكبير من الأمام، ويثبت الرحم من الجهة الأمامية. ب‌- الرباط الرحمي العجزي (Uterosacral Ligament): ويربط ما بين الرحم والفقرات العجزية، وبذلك يثبت الرحم من الجهة الخلفية. ت‌- الرباط العريض (Broad Ligament): ويغطي معظم الرحم من الأمام والجانبين وجزءا كبيرا من السطح الخلفي للرحم، ليثبت الرحم من جانبيه في جدار الحوض الداخلي. ويحتوي داخله على الرباط المستدير وأنبوبتي الرحم ورباط المبيض والأوعية الدموية المغذية للرحم والأعصاب وبعض الأنسجة المجاورة للرحم. ث‌- الرباط الرئيسي (Cardinal Ligament): وهو عبارة عن تركيز للنسيج الليفي في قاع الرباط العريض. وهو يمتد من الجزء الخارجي لعنق الرحم وأعلى المهبل عرضيا على هيئة مروحة ليصل إلى جدار الحوض. وهو الرباط المسئول الرئيسي عن تثبيت الرحم وأعلى المهبل وسط تجويف الحوض. ووظيفة الرحم هي استقبال البويضة المخصبة، وإعداد المكان الآمن لها، وتغذيتها لتنمو فيه وتصبح جنينا. وعندما يصبح الجنين قادرا على العيش خارج الرحم، يبدأ الرحم في طرده إلى الخارج أثناء الولادة. 3- أنبوبتا الرحم (Fallopian Tubes) وتدعيان بقناتي فالوب نسبة إلى عالم التشريح الايطالي فالوبيوس Fallopius الذي وصفهما أول مرة. وتسميان أيضا قناتي المبيض او البوقين او النفيرين. وتبدأ الأنبوبة سواء اليمنى أو اليسرى من الزاوية العلوية لكل جانب من الرحم، ويبلغ طولها حوالي 10 سنتمترات. وتمتد إلى جدار الحوض لتفتح في تجويف الحوض وتحيط بالمبيض. والجزء الخارجي من الأنبوبة قمعي الشكل، ينتهي بعدة أهداب ويتصل بالمبيض المقابل لها. وعند قذف المبيض للبويضة تتلقفها هذه الأهداب وتنقلها إلى داخل الأنبوبة. والأنبوبة عضو عضلّي في حركة مستمرة، ويساعد الرباط العريض على تثبيت الأنبوبتين في موضعيهما. ويبطن الأنبوبة من الداخل غشاء مخاطيّ مكون من خلاياذات أهذاب، وتعمل هذه الأهداب على دفع البويضة في إتجاه الرحم ببطء، حتى يكمل نموها وتكون مستعدة لإستقبال الحيوان المنوي. وفي الثلث الخارجي من الأنبوبة تحدث عملية الإخصاب (إتحاد الحيوان المنوي مع البويضة) ثم تمر البويضة المخصبة إلى الرحم بمساعدة افنقباضات العضلية للأنبوبة لتنغرس في الرحم، وتكمل تطورها غلى جنين. وتستغرق رحلة البويضة المخصبة داخل الأنبوبة من 3 إلى 7 أيام. ولما كانت الأنبوبة ضيقة في بعض أجزائها، حيث لا تتعدى سعة تجويفها في بعض الأماكن أكثر من بضعة مليمترات، لذا فان أي التهاب فيها قد يؤدي إلى انسدادها وفقدان دور الأنبوبة في نقل البويضة والحيوان المنوي، ويؤدي ذلك إلى حدوث العقم أو الحمل خارج الرحم. 4- المبيضان (The Ovaries) وهما الغدتان الجنسيتان عند المرأة، وهما شبيان بالخصيتين عند الرجل، ولكنهما تختلفان عن الخصيتين من حيث مكان وجودهما، ومن حيث حجمهما الذي يقل كثيرا عن حجم الخصيتين. ويوجد للمرأة مبيضان يقعان في أسفل البطن وعلى جانبي الرحم، أحدهما ايمن والآخر ايسر. والمبيض لوزي الشكل يشبه بيضة الحمامة، ويختلف حجمه من أمرأة لى أخرى. ويتراوح طول المبيض بين 3 و 5 سنتمترات، وعرضه بين 1،5 و 3 سنتمترات، وسمكه بين 0،25 و 0،50 سنتمتر، ويزن ما بين 4 و 8 غرامات. ويحفظ المبيض في مكانه عدة أربطة إلى جدار الحوض وأخرى إلى الأنبوبة وإلى الرحم. ويتكون المبيض من جزأين: جزء داخلي يعرف باللب أو النخاع، وجزء خارجي يعرف بالقشرة. ويحتوي النخاع على نسيج ليفي به أوعية ليمفاوية وأوردة وشرايين تغذي المبيض. وتحتوي القشرة على البويضات داخل خويصلاتها، حيث تنمو حويصلات كل شهر، ولكن غالبا لا يكتمل نمو سوى حويصلة واحدة، وبالتالي تفرز بويضة واحدة كل شهر. وغالبا ما تتناوب هذه البويضات من المبيض الأيمن والأيسر في كل دورة شهرية. وتبدأ هذه العملية المسماة بعملية التبويض في سن البلوغ، تتوقف في سن اليأس من المحيض. وإضافة إلى إنتاج البويضات، فان للمبيض وظيفة هامة أخرى حيث يفرز هرمون الأستروجين المسؤول عن ظهور الصفات الجنسية الثانوية للأنثى، والذي يعمل على نمو الغشاء المخاطي المبطن للرحم أثناء الدورة الشهرية. كما يفرز المبيض هرمون البروجيسترون الذي يعمل على تهيئة الرحم لإستقبال الجنين في حالة حدوث الإخصاب، وتوفير الظروف الملائمة لإستمرار الحمل وتحضير الثديين أثناء الرضاعة