قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، ومن سنّ سنّة سيّئة فله وزرها ووزر من عمل بها".
ومن هذا الحديث النبوي الشريف ندرك أنّنا كمسلمين مسؤولون عن أيّ سلوك نبتدعه فينتشر في المجتمع ليصبح تقليدا رسميّا يؤثّر سلبا أو إيجابا في المحيط الذي نعيش فيه.
ما أروع أن نحافظ على العادات الحسنة التي ورثناها عن أسلافنا، والأروع منه هو عندما ننقّحها من كلّ شائبة علقت بها ونطوّرها لتصبح مواكبة للعصر المعيش بشرط أن لا نجتثّها من جذورها، فالفرع من دون أصل لا يعمّر طويلا ولا يثمرأبدا.
لا يمكن لأي مجتمع أن يجد مكانته بين غيره من المجتمعات وهو مجرّد من هويّته، ولا يمكن له أيضا أن يستمرّ بدون المحافظة على على تراثه الذي يميّزه عن غيره. فالتمايز بين المجتمعات هو الذي يصنع التكامل بينها ويفتح لها المجال فسيحا للتعارف الذي حثّ عليه الله عزّ وجلّ في قوله:
"ياأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر ومن أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم". صدق الله العظيم.
وفي جزائرنا العميقة تختلف العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى، كما تؤثّر منطقة في أخرى نتيجة التجاور، وهذا أمر بديهي ومقبول، أمّا أن ينسلخ مجتمع ما من كلّ مميّزاته ليذوب في غيره فتلك هي الكارثة العظمى وهذا ما يسوقني نحو الحديث عن العادات والتقاليد بالبيّض، والتي –مع الأسف- هي ذاهبة إلى الزوال.
كانت البيّض مضربا للأمثال في عاداتها وتقاليدها المتّسمة بالترابط والتراحم والمتميّزة عن غيرها بطابعها الخاص، ومع تحوّلات العصر وتفتّحها على المحيط الخارجي ضاعت هذه الخصوصية وأصبح التقليد الأعمى هو السيّد في مختلف المناسبات.
أعراسنا أضحت عبارة عن مهرجانات يسود فيها الصخب المنبعث من آلة "الديدجي" الذي غيّب الأغنية المحليّة والأغاني ذات الكلمات النظيفة والهادفة ليعزّز مكانة الأغنية السوقية الهدّامة كما تعزّز أيضا تواجد الكاميرات التي لا تكتفي بتصوير أهل العرس وعائلاتهم بل ترصد كلّ حركات المدعوّين والمدعوّات ليصبحوا عرضة للفرجة والنقد بعد انتهاء حفلة العرس، ناهيك عن الاختلاط الذي أضحى عاديا عند بعض العائلات.
العروس البيضيّة لم تعد تكترث بالعادات المحليّة ولا توليها أيّة أهميّة لأنّها وجدت ضالّتها في غيرها من العادات المتسربة من الشمال، فالشدة التلمسانية لا بد من ارتدائها يوم "الحنّاء" بينما الشدّة المحلية أكل عليها الدهر وشرب، كما أنّ بعض العرائس وبالرغم من تحضير مجموعة من الألبسة في جهازهنّ يفضّلن اكتراء أزياء لعرضها في حفل العرس، ونفس الأزياء يتكرّر مشهدها في حفلات أخرى.
وهناك مناسبة أخرى لا بدّ أن أشير إليها لأن التقاليد فيها انقلبت رأسا على عقب، ألا وهي مناسبة ازديد المولود الجديد، فبدل أن يسارع معارف أهله ليباركوا ويقدّموا التهاني فعليهم انتظار الدعوة إلى "القصعة"التي يقدّم فيها "البركوكس" للمدعوّات قبل العقيقة. أمّا منلم توجه لها الدعوة فلا يمكن لها الحضور حتّى ولو كانت من أقرب المقرّبين. والغريب في ذلك هو لما تلد المرأة في مدينة أخرى وبعد شهرين أو أكثر عند زيارتها لأهلها فإنّهم يقيمون هذه القصعة.
هذه القصعة أخذناها عن سكان المناطق الواقعة في الشمال الغربي لكنّنا بالغنا في ذلك لأن هدفنا من ذلك هو الرياء والتباهي.
و"البركوكس" هذا لم يعد حكرا على مناسبة الولادة بل أصبح يصول ويجول في معظم المناسبات موجها الضربة القاضية لأكلات شعبية أخرى كانت تتصدر موائد الحفلات ك"الرفيس" و"المسمّن" و"البغرير"وغيرها..
فهذه عيّنة عن السلوكات السلبية في مجتمعنا البيضي، فإلى متى نتفطن لتصرفاتنا الخاطئة ونقوّمها؟ وإلى متى تدرك الطبقة المثقفة أنّها مسؤولة عن محاربة مثل هذه الظواهر السلبية بدل أن تكون مشجّعة لها؟ وإلى متى نعي جميعا أنّ التطوّر ومواكبة العصر لا يعنيان الانسلاخ من أصالتنا واجتثاث جذورنا بل يعنيان تقليم الفروع وتنقيحها لتعطي ثمارا أنضج وألذّ.
تراثنا أمانة في أعناقنا والمحافظة عليه واجبة علينا لأنّ التمسك بهويّتنا هو مصدر امتدادنا.
ومن هذا الحديث النبوي الشريف ندرك أنّنا كمسلمين مسؤولون عن أيّ سلوك نبتدعه فينتشر في المجتمع ليصبح تقليدا رسميّا يؤثّر سلبا أو إيجابا في المحيط الذي نعيش فيه.
ما أروع أن نحافظ على العادات الحسنة التي ورثناها عن أسلافنا، والأروع منه هو عندما ننقّحها من كلّ شائبة علقت بها ونطوّرها لتصبح مواكبة للعصر المعيش بشرط أن لا نجتثّها من جذورها، فالفرع من دون أصل لا يعمّر طويلا ولا يثمرأبدا.
لا يمكن لأي مجتمع أن يجد مكانته بين غيره من المجتمعات وهو مجرّد من هويّته، ولا يمكن له أيضا أن يستمرّ بدون المحافظة على على تراثه الذي يميّزه عن غيره. فالتمايز بين المجتمعات هو الذي يصنع التكامل بينها ويفتح لها المجال فسيحا للتعارف الذي حثّ عليه الله عزّ وجلّ في قوله:
"ياأيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر ومن أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم". صدق الله العظيم.
وفي جزائرنا العميقة تختلف العادات والتقاليد من منطقة إلى أخرى، كما تؤثّر منطقة في أخرى نتيجة التجاور، وهذا أمر بديهي ومقبول، أمّا أن ينسلخ مجتمع ما من كلّ مميّزاته ليذوب في غيره فتلك هي الكارثة العظمى وهذا ما يسوقني نحو الحديث عن العادات والتقاليد بالبيّض، والتي –مع الأسف- هي ذاهبة إلى الزوال.
كانت البيّض مضربا للأمثال في عاداتها وتقاليدها المتّسمة بالترابط والتراحم والمتميّزة عن غيرها بطابعها الخاص، ومع تحوّلات العصر وتفتّحها على المحيط الخارجي ضاعت هذه الخصوصية وأصبح التقليد الأعمى هو السيّد في مختلف المناسبات.
أعراسنا أضحت عبارة عن مهرجانات يسود فيها الصخب المنبعث من آلة "الديدجي" الذي غيّب الأغنية المحليّة والأغاني ذات الكلمات النظيفة والهادفة ليعزّز مكانة الأغنية السوقية الهدّامة كما تعزّز أيضا تواجد الكاميرات التي لا تكتفي بتصوير أهل العرس وعائلاتهم بل ترصد كلّ حركات المدعوّين والمدعوّات ليصبحوا عرضة للفرجة والنقد بعد انتهاء حفلة العرس، ناهيك عن الاختلاط الذي أضحى عاديا عند بعض العائلات.
العروس البيضيّة لم تعد تكترث بالعادات المحليّة ولا توليها أيّة أهميّة لأنّها وجدت ضالّتها في غيرها من العادات المتسربة من الشمال، فالشدة التلمسانية لا بد من ارتدائها يوم "الحنّاء" بينما الشدّة المحلية أكل عليها الدهر وشرب، كما أنّ بعض العرائس وبالرغم من تحضير مجموعة من الألبسة في جهازهنّ يفضّلن اكتراء أزياء لعرضها في حفل العرس، ونفس الأزياء يتكرّر مشهدها في حفلات أخرى.
وهناك مناسبة أخرى لا بدّ أن أشير إليها لأن التقاليد فيها انقلبت رأسا على عقب، ألا وهي مناسبة ازديد المولود الجديد، فبدل أن يسارع معارف أهله ليباركوا ويقدّموا التهاني فعليهم انتظار الدعوة إلى "القصعة"التي يقدّم فيها "البركوكس" للمدعوّات قبل العقيقة. أمّا منلم توجه لها الدعوة فلا يمكن لها الحضور حتّى ولو كانت من أقرب المقرّبين. والغريب في ذلك هو لما تلد المرأة في مدينة أخرى وبعد شهرين أو أكثر عند زيارتها لأهلها فإنّهم يقيمون هذه القصعة.
هذه القصعة أخذناها عن سكان المناطق الواقعة في الشمال الغربي لكنّنا بالغنا في ذلك لأن هدفنا من ذلك هو الرياء والتباهي.
و"البركوكس" هذا لم يعد حكرا على مناسبة الولادة بل أصبح يصول ويجول في معظم المناسبات موجها الضربة القاضية لأكلات شعبية أخرى كانت تتصدر موائد الحفلات ك"الرفيس" و"المسمّن" و"البغرير"وغيرها..
فهذه عيّنة عن السلوكات السلبية في مجتمعنا البيضي، فإلى متى نتفطن لتصرفاتنا الخاطئة ونقوّمها؟ وإلى متى تدرك الطبقة المثقفة أنّها مسؤولة عن محاربة مثل هذه الظواهر السلبية بدل أن تكون مشجّعة لها؟ وإلى متى نعي جميعا أنّ التطوّر ومواكبة العصر لا يعنيان الانسلاخ من أصالتنا واجتثاث جذورنا بل يعنيان تقليم الفروع وتنقيحها لتعطي ثمارا أنضج وألذّ.
تراثنا أمانة في أعناقنا والمحافظة عليه واجبة علينا لأنّ التمسك بهويّتنا هو مصدر امتدادنا.
الجمعة 7 يناير - 15:32:06 من طرف المدير العام
» تطبيق almishahidروعة لمشاهدة قنوات العالم والرياضية
الأربعاء 5 يناير - 2:03:49 من طرف المدير العام
» تاريخ الصحراء الغربية
الجمعة 13 نوفمبر - 21:07:22 من طرف المدير العام
» تعلم الاختراق ببرورات .صنع سيرفر برورات
الأحد 6 سبتمبر - 20:51:22 من طرف Google
» ماهو فيروس الايبولا القاتل ?
الأحد 7 ديسمبر - 19:38:36 من طرف Google
» شرح معنى CNAME,A,MX,NS,TXTفي البرمجة
الأحد 20 يوليو - 6:14:19 من طرف النهر الخالد
» مشهد لمسرحية في يوم العلم 2013
الإثنين 16 يونيو - 0:50:08 من طرف المدير العام
» كتب الموسيقى pdf
الإثنين 16 يونيو - 0:48:34 من طرف المدير العام
» نبذة عن المنتخبات المشاركة في كاس العالم
الإثنين 9 يونيو - 21:03:19 من طرف المدير العام
» وعدة مولاي الطيب بوقطب 2012
الجمعة 4 أبريل - 23:13:39 من طرف المدير العام